الوسواس القهري وطرق التخلص منه، هناك الكثير من الأمراض النفسية والعصبية التي يتعرض لها الإنسان والوسواس القهري هو احدى تلك الأمراض ولا يتطلب عمر معين بل يصيب كل الاعمار، وربما كانت هناك مضاعفات مع ترك هذا المرض دون علاج وربما تدهور حال المريض وأثرت على سلوكه وجهازه العصبي، فهو يعتبر مجموعة من الأفكار التي تسيطر بشكل كبير على عقل الإنسان فتؤلم روحه ونفسه، وأعراضه تكون واضحه ويسهل تمييزها.
الخوف من بعض الأشياء شئ أساسي وهو فطرة جعلها الله في نفوس العباد، ولكن عندما يتحول هذا الخوف من الشعور العادي إلى شعور غير مبالغ فيه، وخاصة إن كان مرَّ على الإنسان لحظات نفسية صعبة وأزمات ايضًا، فربما يلعب كل ذلك دوره في تطور الحالة عند هذا الشخص، سندرس الآن بعض من تلك المواقف التي يتضح منها أعراض الوسواس القهري:
ربما كان منزل المريض مرتب بصورة واضحة ولكنه يسعى لترتيبه مرات أخرى ولا يقتنع أنه مرتب، ويفعل هذا باستمرار.
لا يحسن الظن بأحد مهما كان، ويشك دائمًا بكل من حوله.
يقوم بعملية التنظيف بدون حاجة وبكثرة، ودائمًا يشك في نظافة الأشياء، وربما يغسل يديه مرارًا وتكرارًا، وتستمر الرغبة في التنظيف خاصة المتعلقة بجسده كتنظيف يديه مثلًا بشكل مبالغ فيه.
يستمر ساعات كبيرة في العمل ولا يشعر بأن من هم تحت يديه بالمكتب مثلًا قد أدوا مهامهم بشكل صحيح، ويؤكد عليهم دومًا اعادته مرات عديدة.
وربما كانت هناك بعضًا من الأفكار الشيطانية لوقت طويل تتحكم بالمريض وتسبب له الكثير من الغلطات الغير مغفورة، فتتدمر بها حياته.
دائمًا لا يشعر بقيمة مايحققه من انجازات ولا يفرح بها، ويحبط من نفسه، ودائمًا يشعر أنه سيفشل في حياته.
لا يشعر أنه بخير أبدًا، ودائمًا يشعر أنه مصاب أو سيصاب بمرض خطير، أو أنه سيعيش حياة تعيسة ومليئة بالخفقات.
إن سمع عن أعراض مرض ما أو قرأ مثلًا أعراض ذلك المرض على الانترنت فهو يشعر بها على الفور، وهو بالأساس ليس مريضًا الا بالوهم الذي يسببه له الوسواس القهري.
أسباب الوسواس القهري وطرق التخلص منه:
الوسواس القهري وطرق التخلص منه
لم يذكر أحد من العلماء أو الباحثون سبب بعينه يؤدي لهذا المرض، ولكنهم قالوا أنه ربما يكون بسبب الجو المحيط والعوامل البيئية، وهناك من قال أنها عوامل تسببت فيها مادة بالجسم تدعى السيروتنين.
وقال البعض أنه ربما يكون بسبب حادث مرَّ به الشخص خلال حياته، تسبب في ذلك الحالة.
كما نعلم أن المريض بالوسواس القهري إن لم يعالج حالته بشكل جيد، فهذا يؤدي إلى تطور الحالة وحدوث مضاعفات أخرى كالاكتئاب، وعدم القدرة على التعايش بشكل طبيعي، ورغم ذلك فإن المريض لا يتناول الأدوية التي يتناولها المريض النفسي ولكن العلاج يكون على هيئة تغيير أفكار هذا المريض وتحسين حالته تارة، ويكون من خلال علاج يحدده الطبيب النفسي بعد اعتراف المريض بمرضه واقراره على اتباع طرق العلاج والخلاص منها تارة أخرى، وتكون تلك الطرق كالتالي:
يجب على المريض اشغال نفسه بالأشياء التي يحبها، حتى يعتاد على ذلك وعيه الاكثار من القراءة بالكتب الهادفة واشغال وقت فراغه بالأعمال النافعة، وعدم ترك مجال لأي أفكار سلبية في رأسه.
قراءة القراءن والتدبر بمعانيه، والاستعانة بالصبر والصلاة، وإعادة الروحانيات الدينة للمريض والتفكر في حب خالقه عزَّ وجلَّ.
ربما يكتب الطبيب بعد فشل كل هذه المحاولات بعض الادوية التي ترفع معدل هرمون السيرتونين.
عليه ايضًا أن يقلل من قيمة هذه الأفكار عنده، وكل ما خطرت على باله خاطرة لا يلقي لها بالًا.
وصلنا الآن لنهاية مقالنا حول الوسواس القهري، ولا بد ألا ينسى المريض أن يمنع تلك الافكار من رأسه فالعلاج الذاتي هو أهم خطوات العلاج، وعليه أن يحسن الظن بخالقه ليطمأن على كل مايدور حوله، ومن الله الشفاء.
