كيف يساهم السفر في علاج بعض الأمراض النفسية
أثبتت العديد من الأبحاث العلمية والتجارب في كبرى جامعات العالم علاقة السفر بتحسين الصحة العقلية والنفسية للمرضى. يمكن للسفر إلى وجهة جديدة ان يساعد مرضى الاكتئاب والقلق على تخفيف الأعراض والإحساس بشعور رائع. هناك العديد من الأسباب التي تجعل من السياحة والسفر أمرًا رائعًا من بينها التعرف على ناس وثقافات جديدة، تغيير الروتين اليومي للعمل أو الدراسة وحب الاستكشاف والاستطلاع. مجرد السفر إلى وجهة جميلة مثل السياحة في اسطنبول ، باريس أو دبي يمكن أن تساعد المصاب بمرض نفسي على الاسترخاء وزيادة النشاط زيادة على تقليل معدلات القلق والضغط النفسي.
الوقاية من الإكتئاب
في دراسة تم نشرها على مجلة نيتشر سنة 2020 وجدت ان الأفراد الذين يسافرون بكثرة الى وجهات مختلف ويشاهدون مناظرة مغايرة باستمرار يشعرون بسعادة أكبر وبرضى تام عن الذات والحياة. كما أكدت دراسة أخرى تم إجراؤها على النساء حصرًا ان السيدات اللواتي ذهبن في رحلة سياحية مرتين سنويًا على الأقل كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، مقارنة بالسيدات اللواتي ذهبن في رحلة سياحية مرة واحدة كل سنتين. تأثير السفر على النفسية والصحة العقلية ثابت بالتجارب العلمية ولا يختلف عليه إثنان.
ذهبت الدراسات إلى أبعد من ذلك، حيث أشارت تجربة قديمة نوعا من جامعة ساري الإنجليزية أن مجرد التخطيط للذهاب في رحلة سياحية يزيد من معدلات الحماس والاثارة ويرفع من الشعور بالسعادة والسرور. غالبًا، يقضي البشر معظم تفكيرهم في التخطيط للمستقبل وأي خطة لنشاط ترفيهي يرفع من معدلات السعادة بشكل كبير. كما ذكرت دراسات أخرى ان التخطيط للحصول على أمور معنوية يجعل الشخص أسعد من التخطيط للحصول على أشياء مادية وبما ان السفر هو شيء معنوي الى حد كبير، فإن التخطيط للذهاب في رحلة الى وجهة تحبها سيجعلك سعيدًا طول الوقت.
علاج الخرف
تم تسجيل ارتفاع محسوس بالإصابة بالاكتئاب والقلق خلال فترة الحجر الصحي الطويلة التي قضاها الناس في المنازل بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا. وذلك راجع إلى عدم الخروج من المنزل والسفر والذهاب في رحلات رفقة العائلة والأصدقاء.
هناك دراسات أخرى أفادت بفوائد السفر في تنشيط الدماغ وعلاج أعراض الخرف، حيث وجدت ان للسفر في الطبيعة ومشاهدة المناظر الخلابة من جبال وتلال وغابات واستنشاق الهواء العليل في البرية له تأثير كبير على النفسية.
السفر لا يعني الإنفاق الكثير
بعد كل ما عرفناه عن فوائد السفر في تعزيز الصحة العقلية وتخفيف أعراض الأمراض النفسية المستعصية، فإن ذلك لا يعني بالضرورة إنفاق ميزانية ضخمة والاقامة في أفخم الفنادق والسفر إلى الوجهات البعيدة. ان زيارة مكان جديد في مدينتك التي تقطن فيها أو الذهاب للبرية سيكون له مفعول رائع في تخفيف آثار القلق والإكتئاب. كما أن قضاء يوم كامل من المرح رفقة الأصدقاء هو أمر رائع في تغيير النفسية وكسر الروتين وبالتالي انهاء اليوم بشعور مميز.
قد يكون سبب قلقك هو المستقبل وقد لا تدرك مدى الترف الذي تعيشه حتى تسافر وتشاهد كيف تعيش الشعوب الأخرى في بلدان أقل غنى وثراء من بلدك. إن التعرف على ثقافات وشعوب أخرى والوقوف على حياة الناس البسيطة في القرى والجبال النائية سيجعلك تحس بشعور مميز مليء بالرضى والقبول. سيزيد السفر من مدى شغفك بالتعرف على العالم وعلى الشعوب المختلفة وسيزيد من فضولك، كما أنه سيزيد من رغبتك في استكشاف المزيد. نتيجة لذلك، سيظل عقلك مشغولا وسيطرح عقلك مشاكلك المعتادة جانبًا وهو ما سينعكس بشكل تلقائي على نفسيتك. السفر سيعيد ترتيب أولوياتك وسيجعل منك شخصًا آخر مليئًا بالراحة النفسية وحب الإستطلاع والتعرف على مختلف الثقافات. أنه علاج مجاني لجميع مشاكلك النفسية والعقلية.