طرق علاج بطانة الرحم المهاجرة – الأعراض والمسببات
طرق علاج بطانة الرحم المهاجرة – الأعراض والمسببات
وهب الله الإناث الرحم وجعله المكان الأول الذي تنبض به الحياة، وهيئ جدرانه ببطانة لتكون حانية عندما تحتضن فلاذات الأكباد، وبالرغم من ذلك فإن عدم الاكتشاف المبكر وعلاج بطانة الرحم المهاجرة، هو أحد أبرز معوقات الإنجاب لدى ما يقارب 176 مليون سيدة حول العالم كل عام، النسبة الأكبر منهن تكون من نصيب المجتمعات الشرقية، بسبب نقص الوعي الصحي بهذا المرض ومسبباته، لذا هيا بنا لنتعرف سويا عن كل ما يخص الانتباذ الرحمي.
بطانة الرحم المهاجرة
الانتباذ البطاني الرحمي، Endometriosis أو كما يعرف ببطانة الرحم المهاجرة، هي أنسجة تملك نفس خصائص الأنسجة المبطنة لجدار الرحم من الداخل، إلا إنها لا تنمو بمكانها المعتاد بل تنتقل إلى خارج الرحم لذا سميت “مهاجرة”، فتجدها على المبيضين مكونة ما يسمى بأكياس الشوكولاته، أو في قناة فالوب مسببة انسدادها، بالإضافة إلى إمكانية نمو هذه الخلايا بمنطقة الحوض حول المثانة، المستقيم، المهبل والأمعاء، كما قد تمتد في حالات نادرة جداً لتصل إلى الرائتين، الحجاب الحاجز والندبات القديمة بجدار البطن.
أما عن مدى ضرار هذه البطانة المهاجرة، فإنها تتأثر بالتغيرات الهرمونية الشهرية التي تحدث في جسم المرأة بشكل معتاد، بحيث تنمو وتزدهر عند زيادة مستوى هرمون الاستروجين، ثم تضمحل وتذوب مع انخفاض مستواه ونزول الدورة الشهرية، وهنا تكمن الخطورة، فالأنسجة النامية خارج الرحم عندما تتحلل، تبقى على هيئة نزيف داخلي بالبطن ليس له منفذ للخروج من الجسم، كما يحدث بخروج الحيض من الرحم عبر المهبل، فتركم هذه المواد المحللة يسبب ظهور العديد من المشاكل الصحية للسيدة.
أعراض بطانة الرحم المهاجرة
تصيب البطانة المهاجرة النساء غالباً في سن الخصوبة، أي مابين ال 15 إلى ال 44 عام لذا فإن أبرز أعراضها هو تأخر الإنجاب الواصل حد العقم في حال تأخر اكتشاف و علاج بطانة الرحم المهاجرة وبشكل عام فإنها تتسبب في شعور المريضة ببعض من الألم على النحو التالي.
- فترات طمث طويلة تتجاوز ال 7 ايام متصلة.
- نزيف متقطع قبل الحيض أو بعده، مصحوب بألم أسفل الحوض والظهر.
- ألم أثناء وبعد الجماع، خاصة عندما تنمو أنسجة البطانة أسفل الحوض وخلف المهبل.
- التعرض إلى ألم مبرح عند التبول أو التبرز، وخاصة أثناء فترة الحيض.
- عسر الطمث أو زيادة كثافته، بحيث تجد المريضة دورة شهرية ثقيلة من حين لآخر.
- بعض المشاكل المتعلقة بالاخراج مثل: التعرض لحالة من الإسهال والانتفاخ أو الإمساك قبل وبعد الدورة الشهرية.
علاج بطانة الرحم المهاجرة
إن التشخيص المبكر يفيد في علاج بطانة الرحم المهاجرة بصورة فعالة، تحد من أثرها السلبي على الإنجاب، حيث إن السيدات اللواتي يمتلكن تاريخ مرضي بالعائلة للتعرض إلى الانتباذ الرحمي، يكون احتمال الإصابة لديهن أعلى، لذا يفضل الخضوع إلى فحص طبي من حين لآخر، وعدم الانتظار حتى تظهر الأعراض، ذلك أن هناك عدة مراحل ودرجات للمرض، تختلف معها طرق العلاج ومدى فاعليتها على النحو التالي.
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالأدوية للمرحلة الأولى والثانية
إن عدد وحجم غرسات بطانة الرحم في المراحل الدانية من المرض، يكون بسيط والالتصقات خفيفة لذا من الممكن علاجها عن طريق إعطاء بعض الأدوية المسكنة مثل: بروفيرا، لوبرون، ديكابتيل وسوبر فاكت، بالإضافة إلى بعض العلاجات الهرمونية التي تختلف حسب رؤية الطبيب، حيث يلجأ إليها عندما يكون الخلل بالهرمونات هو المسبب لظهور خلايا بطانة الرحم المهاجرة، ولعل أبرز هذه العلاجات هو استخدام حبوب منع الحمل، فهي أحد من نمو الخلايا حتى يتم التعامل معها والتخلص منها، بالإضافة إلى الأدوية التالية: البروجسترون، الاندروجين ومثبطات الأروماتاز.
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالمنظار
هذا النوع من العلاج فعال للغاية عندما تكون حالة الانتباذات من الدرجة الثالثة، وهي المرحلة الشائعة حيث تتواجد الالتصاقات على المبيض وأسفل الحوض، ويقوم الطبيب المختص هنا بإحداث جرح صغير أسفل السرة، ليتم من خلاله إدخال كاميرا تصوير صغيرة وبعض الأدوات الطبية، التي تساعد في اكتشاف أماكن الغرس ومدى انتشاره، ثم يتم إزالة الخلايا المهاجرة والتخلص منها تماماً، جدير بالذكر أن المنظار يتطلب تخدير كامل، ويستغرق وقت يقارب الساعة، إلا إنه لا يحتاج إلى البقاء في المستشفى إلا ليوم واحد فقط.
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالجراحة
عندما يتدهور الوضع ولا تحظى المصابة بالتشخيص والعلاج في الوقت المناسب، تزداد شدة وعدوانية الانتباذ البطاني الرحمي ويصل إلى مرحلة التسلل، وهنا يصعب السيطرة عليه فيضطر الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لاستئصال الرحم والإبقاء على حياة المريضة.
أسباب الإصابة بالانتباذ الرحمي
حقيقة الأمر إن علاج بطانة الرحم المهاجرة يتطلب الوقوف الدقيق على السبب الرئيسي، وراء نمو هذا النسيج بعيدا عن مكانه الأصلي، ذلك إنه إذا تم علاج السبب سوف ينقطع ظهور العرض ويشفى المرض، ولعل أبرز هذه الأسباب ما يلي.
- اضطرابات الجهاز المناعي، بحيث يعجز عن التعرف على الأنسجة النامية خارج الرحم، ليقوم بتدميرها والتخلص منها.
- اضطراب مستوي هرمون الاستروجين، قد يسبب تحول الخلايا الجنينية إلى غرسات رحمية عند الوصول إلى سن البلوغ.
- خروج خلايا بطانة الرحم من سائل ليمفاوي وأوعية دموية إلى خارج حدوده.
- وفقاً لنظرية الحث، فإنه من الممكن لبعض العوامل الهرمونية والمناعية، أن تحول الخلايا الصفاقية المبطنة لجدار البطن إلى خلايا تشبه بطانة الرحم.
- رجوع دم الحيض باتجاه عكسي نحو التجويف البطني وأنبوب فالوب، فيما يعرف بالحيض الارتجاعي، فيلتصق بعض من خلايا بطانة الرحم المرتجعة بتجويف البطن والحوض، ثم تنمو وتتكاثر.
- غرس جزء من خلايا بطانة الرحم خارجه، أثناء إجراء عملية جراحية به مثل الولادة القيصرية أو استئصال ورم ليفي.
بطانة الرحم المهاجرة والحمل
تتوقف مدى إمكانية حدوث الحمل من عدمه للسيدات اللواتي يعانين من الانتباذ الرحمي، على درجة الانتباذ والمرحلة التي وصل إليها، حيث إنه في حال كانت الأنسجة النامية خارج الرحم ضعيفة وعددها محدود، أي المرض مازال بالدرجة الأولى أو الثانية، فإنه من الممكن لهذه السيدة أن تحظي بالحمل خلال ثلاث سنوات من الزواج، بينما السيدات اللواتي يعانين من مراحل متقدمة يحتاجن بالضرورة إلى تدخل طبي، لتحديد طريقة علاج بطانة الرحم المهاجرة التي تتناسب مع تشخيصهن، بعد ذلك يمكن لهن الحمل ولكن تحت ظروف معينة وبنسبة ضعيفة، إلا إنه إذا تمكنت الأنسجة من كامل الرحم، المبيض وأسفل الحوض، هنا يكون الحل الوحيد هو استئصال الرحم والعقم للحفاظ على صحة وحياة المريضة.
جدير بالذكر أن التطور العلمي والتكنولوجي، الذي نحياه اليوم قد قدم العديد من الحلول الطبية المختلفة، التي جعلت تحقيق حلم الانجاب أمر يسير في معظم حالات معوقات الإنجاب، حيث إن مستشفى بدايه لعلاج العقم وأمراض الذكورة وأطفال الأنابيب، تمتلك من الخبرة والاحترافية ما يؤهلها لقهر وعلاج بطانة الرحم المهاجرة، بواسطة التلقيح الصناعي والحقن المجهري، كي تقري عينك ببضع منك بين يديك.